حل صمت رهيب على السيارة، نظر تشينغ شي إلى الضابطة بلامبالاة واضحة " ما الأمر ؟ "

“ أخبرتك أن توقف السيارة! ألم تسمعني ؟ "

“ طلبك غير معقول، لا يمكنني الوقوف وسط الشارع فجأة، يجب أن أنتظر تقاطعا أو علامة توقف "

“ أوقف السيارة! توقف حالا ! " عدم إكتراث تشينغ شي جعلها تصرخ بحدة أكثر، كيف له أن يتصرف بهذه البرودة و هو مشتبه في قضية قتل .

على الرغم من التوتر الشديد الذي شعرت به لين دونشيوي، حاولتِ الحفاظ على وجه هادئ. بدأ التوتر يتحول لحماس، حتى أنها شعرت بأن الأمر مساعدةٌ إلهية. أخيرا حصلت على الفرصة لإثبات نفسها .

لاحظ تشينغ شي التغييرات البسيطة في وجه الضابطة، بدأ يشتغل عقل تشينغ شي وحاول إستنتاج سبب التغيير .

“ عندما نظرتِ لهاتفك منذ لحظة، تغير سلوكك جذريا. يبدو أنكم إرتكبتم خطأ و تظنون أني القاتل "

“ خطأ ؟ لستَ من يقرر هذه الأمر "

“ سأوضح ثلاث عيوب من أجلكِ "

“ أولا ، فور إكتشافكِ أن سائقك هو المشتبه به في قضية قتل كان عليك التواصل مع زملائِك فورا، بالإضافة لإرسال موقعك الحالي لهم مع محاولة إبقاء المشتبه به غافلا. ثانيا، عطلي زر أمان المسدس قبل أن تهددي أحدا به. ثالثا، تهديد شخص في سيارة متحركة أمر خطير جدا، فلنقل مثلا أني ..."

فجأة ضغط تشينغ شي على المكابح بقوة، اندفع جسم لين دونشيوي نحو المقعد الأمامي و ارتطم رأسها به .

رفعت لين دونشيوي رأسها فقط لتجد فوهة مسدس موجة نحو رأسها. خلف المسدس نظر إليها تشينغ شي بسخرية. " هل رأيتِ ؟ الأمر كان سهلا جدا. يمكنني قتلك الآن و لن يعرف زملاؤُك شيئا. تفتقدين للخبرة أيتها الصغيرة ..."

“ ماذا ...ماذا تنوي أن تفعل ؟ “لم تستطع لين دونشيوي التحدث بوضوح من شدة رعبها، حاولت إخراج هاتفها لكنها لم تجده بأي مكان .

أعاد تشينغ شي مسدسها لها " كنت أشير لأخطائك فقط "

لم تفهم لين دونشيوي شيئا، المشتبه به أعاد السلاح لها ؟

حذرها تشينغ شي " لا تصوبيه نحوي مجددا، قلة خبرتك هذه يمكن أن تقتل شخصا بالغلط. ألن يكون كل شيء على ما يرام لو ذهبت لمركز الشرطة معك ؟ "

“ يا ابن ال*اهرة، أتود أن تقتلنا جميعا ؟ “صاح سائق غاضب من خلفهم .

أخرج تشينغ شي يده من النافذة و رفع اصبعه الأوسط باتجاه السائق قبل أن يشغل السيارة مرة أخرى .

لمست لين دونشيوي رأسها المتورم و هي متفاجأة تماما، هذا الرجل يتصرف بهدوء شديد بالنسبة لمشتبه به .

“ طريق العودة للمركز مختنقة بزحام مروري، هل يمكن أن أغير الطريق ؟ ”

استعادت لين دونشيوي رباطة جأشها " لا تلعب أي خدع ! "

“ ماذا عن طلب التوصيلة ؟ سأضيف رسوم الذهاب للمركز لفاتورتك . "

“ افعل ما تشاء "

وجدت لين دونشيوي هاتفها على أرضية السيارة و تحققت من الرسائل لتجد رسالة من شو شادانغ " تبا، معلومات المشتبه مرعبة، سجله الجنائي ممتلئ كثيرا. لقد كان عضوا في عصابة إجرامية و تم إتهامه بتهمة الإعتداء المسلح، إبتزاز، إختطاف. مرة جعل شخصا ما يدخل لكومة دائمة، تم الحكم عليه بقضاء 10 سنين في السجن. كيف لشركة وانغ يوش أن توظف شخصا مثل هذا ؟ "

إذن هكذا كان الأمر، هذا الشخص مجرم متمرس. لذلك هو هادئ .

أرسلت لين دونشيوي رسالة في المحادثة الجماعية " أنا حاليا أركب مع المشتبه ونحن في طريقنا للمركز، أطلب مساندة بعض الضباط . "

انفجرت المحادثة الجماعية فورا " مستحيل ! " " الآنسة لين فازت بالجائزة الكبرى " " كيف يمكن لشيء مثل هذا أن يحدث ؟ وجَدَتِ الضابطة المشتبه بالصدفة ؟ "

“ أرسلي موقعكِ الحالي دون كشف هويتك، حاولي البقاء هادئة كي لا ينتبه المشتبه به. حاولي كسب أكبر قدر من الوقت لحين وصول الدعم. " أرسل الرسالة الأخيرة قائد الوحدة لين تشيوبو .

فور إلتفاف السيارة، فُتح الباب الأمامي و انطلق تشينغ شي بسرعة هاربا، فُزِعت لين دونشيوي! اللعنة كان يجب أن أتوقع حدوث هذا .

انطلق تشينغ شي كالسهم تاركا خلفه لين دونشيوي التي كانت تعاني للحاق به، رمت الضابطة حذائها و استمرت بالمطارة بينما أتاح لها المارة الطريق .

لمحت لين دونشيوي شابا صغيرا يركض كفريسة مطاردة من مُفترسها الطبيعي، تشينغ شي ارتمى نحو الشاب فطرحه أرضا و أخذ حقيبة نسائية من يديه .

أخرج تشينغ شي حبلا من جيبه و كبل به يدي الرجل الشاب، تجمع المارة حولهما و بدا كأنهم يكيلون المديح لتشينغ شي و تدخله لإيقاف الرجل الفار .

لين دونشيوي صُدمت مرة أخرى،هل هرع من السيارة بهذه الطريقة للإمساك بلص فقط؟

توجهت إمرأة متوسطة العمر نحو تشينغ شي " شكرا جزيلا، الحقيبة تحمل مالا عانيت لأجمعه من أجل تكاليف أمي الطبية، لا أعرف ماذا كنت لأفعل لو فقدته . "

سلم تشينغ شي الحقيبة للسيدة محذرا " توخي الحذر، هذه منطقة مكتظة جدا "

“ شكرا لك حقا، شكرا " أخرجت السيدة بضع عملات ورقية و سلمتها له .

أخذ تشينغ شي أربع عملات ورقية و رد الباقي " هذا كافي، 10000 (1) كثيرة جدا. لا أستطيع قبولها . "

بعد اتصال السيدة بالشرطة، التف تشينغ شي وغادر. اقتربت لين دونشيوي منه و فتحت فمها " لو كنت ستقوم بعمل طيب فقم به للنهاية، لم أخذت مالا من عندها؟ ظننت أنك شخص نبيل و غير أناني "

“ أن تكون نبيلا و أن تكون غير أناني ليسا نفس الشيء، أظن أن الأمر أغرب إذا لم يكن هناك حد لمدى تصرف الشخص بعدم أنانية و إيثار. أخذ الجائزة لن يجعلني سعيدا وحدي بل سيسعد السيدة أيضا لأنها لم تعد مدينة لي . "

“ قل لي، أنت سائق فقط. ألا تخاف من انتقام هؤلاء المجرمين منك ؟ "

“ الخوف من هؤلاء المجرمين العاديين مضيعة للوقت، فبعد كل شيء ،الفئران تخاف البشر ."

“ بعد التفكير بالأمر، ليس من الضروري أن تخاف من إنتقامهم. أنت متوجه للسجن، أليس كذلك سيد مشتبه به- تشينغ؟ "

لم يرد تشينغ شي على سخريتها بل نظر لقدميها الحافيتين " ماذا حدث لحذائك ؟ "

عادت لين دونشيوي للبحث عن حذائها لكنها لم تجده، أسفل قدمها أصبح يؤلمها بشدة لكنها استمرت بالتصرف بشكل عادي أمام تشينغ شي " لا تقلق، هذا لا يُعد شيئا "

أخذ تشينغ شي بيد لين دونشيوي و توجه بها لمحل أحذية قريب .

ضربت المحققة يده بعيدا " ماذا تفعل؟ لم تتصرف كأننا أصدقاء في نزهة ؟ "

تجاهل تشينغ شي تعليقاتها اللاذعة و استمر بالمشي " هيا، هيا لا تكوني عنيدة . "

لم تكن لين دونشيوي تشعر بارتياح لذهابها مع رجل غريب لإقتناء زوج من الأحذية، اختار تشينغ شي حذاء رياضيا أنيقا. حين أتى وقت الدفع تطوعت المحققة " دعني أدفع ثمنه بنفسي "، بعد أن أدخلت يدها في جيبها تذكرت أنها تركت الهاتف في السيارة (2)

"لنقل أني أقرضتك المال و ستعيدينه لي. " ابتسم تشينغ شي و دفع ثمنه باستخدام الجائزة التي حصل عليها عند إمساك اللص.

________________________________________________

(1)- 10000 يوان تساوي 1400 دولار
(2)- يعتمدون على الدفع الرقمي في الصين كثيرا.

2020/07/03 · 488 مشاهدة · 1102 كلمة
نادي الروايات - 2024